نجم الدين أربكان يبدأ معاركه بفتح القسطنطينية
باحث في الحركات الاسلامية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
احتفلت تركيا هذا الأسبوع بأعياد افتتاح القسطنطينية. ونظمت شبيبة الأناضول التابعة حركة الرأي الوطني ( مللي جورش ) الإسلامية التركية حفلا كبيرا في أحد الملاعب الرياضية الكبرى للعاصمة أنقرة احتفالا بالذكري 554 لفتح السلطان العثماني محمد الفاتح لمدينة القسطنطينية ( اسطنبول ) يوم 29 مايو 1453.
حضر علي الحفل الذي يرعاه ويحضره سنويا زعيم حركة مللي جورش الزعيم الإسلامي الكبير نجم الدين أربكان رئيس الوزراء الأسبق والأب الروحي لتيار الإسلام السياسي في تركيا ممثلون عن معظم الحركات والجماعات الإسلامية السياسية في العالم مثل جماعة الإخوان المسلمين التي حضر عنها ممثلون لفروعها المختلفة في عدد من البلاد العربية والأوربية، والجماعة الإسلامية في باكستان والجمعية الإسلامية في أفغانستان.. كما حضره ممثلون عن جمعيات ومنظمات إسلامية دولية مثل الاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية واتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا..في الوقت الذي غاب فيه أي ممثل عن حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية والذي كان جزءا من حركة مللي جورش قبل أن ينفصل عنها ويشكل حزبه الجديد الذي نجح في الفوز بالانتخابات البرلمانية عام 2002 وشكل الحكومة منفردا برئاسة زعيمه رجب طيب أردوغان.
***
وكعادة التقليد الذي بدأه نجم الدين أربكان منذ عام 1969 فقد شهد الحفل تقديم محاكاة تاريخية لعملية فتح القسطنطينية نقلت أجواء الفتح وخطواته والمؤهلات الدينية والقيادية للبطل المسلم محمد الفاتح الذي استطاع وهو في سن الحادية والعشرين فتح هذه المدينة المحصنة التي استعصت علي كل محاولات اقتحامها عدة قرون قبله.كما ألقيت كلمات حماسية عن ذكري الفتح نوهت بشخص البطل المسلم محمد الفاتح وأبطال الفتح خاصة شيخه آق شمس الدين الذي أشرف علي تكوينه وتربيته، وجنوده البواسل الذين خاضوا معه هذه المعركة خاصة الجندي حسن أول من رفع العلم العثماني فوق أسوار القسطنطينية...كما انتقدت الكلمات ما اعتبرته حملة ظالمة التي يشنها العملاء للقضاء علي حركته ( الرأي الوطني- مللي جورش ) وربطتها بالحملة العالمية علي الإسلام والمسلمين وحثت المسلمين علي الجهاد والتضحية.
وقد شهد الحفل تكثيفا كبيرا للمعاني والرموز التاريخية وتوظيفا لها في المعركة السياسية التي تخوضها حركة مللي جورش وجناحها السياسي ( حزب السعادة ) ضد خصومها السياسيين سواء من الأحزاب العلمانية الأتاتوركية المتشددة أو حزب العدالة والتنمية المنشق عنها.
حيث أرجعت كلمات الحفل هذا النصر التاريخي الذي أحرزه محمد الفاتح إلي تمسكه بالإسلام وقيمه وأخلاقه مؤكدة علي أن حركة مللي جورش وحدها في تركيا هي الامتداد الحقيقي لضمير محمد الفاتح..وخاطب أربكان الآلاف من مؤيديه قائلا: أنكم تمثلون جيل الفتح..وأضاف: نحن جذور هذه البلد ونحن روحه ..ونحن أحفاد محمد الفاتح ونعتبر هذا أكبر عزة وشرف لنا..ولا رأي يحترمه هذا الشعب إلا رأي محمد الفاتح.
كما وجه أربكان تحيته لأم محمد الفاتح وأم أبطال الفتح اللاتي ربين أولادهن علي الإسلام والتزمن أخلاقه وتعاليمه خاصة الحجاب في إشارة إلي معركة الحجاب التي تخوضها نساء تركيا وفتياتها في ظل الحظر العلماني علي الحجاب موجها التحية إلي نساء وفتيات حركته وكل المتدينات في تركيا اللاتي يتمسكن بحجابهن.
كما جري الربط المباشر بين حركة مللي جورش وزعيمها نجم الدين أربكان وبين فتح القسطنطينية والبطل محمد الفاتح حيث انتهت المحاكاة التاريخية بصعود البطل الشاب محمد الفاتح لمنصة الحفل وتسليمه سيفه لنجم الدين أربكان دلالة علي استمرارية الجهاد وأنه المؤتمن علي قيم وروح وأمجاد السلطنة العثمانية.
وقد طغت الأزمة السياسية التركية علي أجواء فدعا نجم الدين أربكان إلي أن يكون إحياء احتفالات فتح القسطنطينية مناسبة لتحقيق فتوحات جديدة أخري مادية ومعنوية للشعب التركي. كما دعا لأن تكون احتفالات الفتح بداية لمعركة أخري للفتح تتمثل في الوقوف وراء حزب السعادة ودعمه للفوز في الانتخابات البرلمانية القادمة ( 22 يوليو 2007 ) وإسقاط الحكومة الحالية ( حكومة العادلة والتنمية ) التي تخلت عن المشاعر الوطنية وتاريخ الشعب التركي.
واعتبر نجم الدين أربكان أن هناك وجوه تشابه بين فتح اسطنبول وبين الفتح الجديد الذي تنتظره تركيا يوم 22 يوليو والذي سينتهي بإسقاط هذه الحكومة " لإنقاذ البلاد وفتح باب خير جديد للأمة ".
وافتتح أربكان المعركة السياسية لحزبه في الحفل مؤكدا علي التشابه التاريخي وأن التاريخ سيعيد نفسه مشيرا إلي أن فتح اسطنبول استغرق مدة 52 يوما فقط وهي نفسها تقريبا نفس المدة التي تفصل حزبه ( السعادة ) عن معركة الفتح الجديدة لاسطنبول والتي حدد لها يوم 22 يوليو الذي تجري فيه الانتخابات البرلمانية. وقال: " إن العالم ينتظر نهضة الأمة مجددا من اسطنبول وأنه مثلما خلّص محمد الفاتح القسطنطينية يوم 29 مايو علينا أن نخلص بلادنا يوم 22 يوليو".
وقد احتشد عشرات الآلاف من الأتراك من مؤيدي حركة مللي جورش في أرض الاستاد الذي احتضن الاحتفال وعلت صيحاتهن بالتكبير وتحية الزعيم الإسلامي الكبير مرددين شعار " أربكان مجاهد " و" لتسمع الحكومة ولتفتح أيا صوفيا" منددين بما اعتبروه تقاعسا من الحكومة الحالية وتقديمها التنازلات الدينية والسياسية المؤلمة للعلمانيين والغرب.